خفيف ودقيق للغاية.. تفاصيل عن السلاح المستخدم باستهداف ترامب؟
نجا الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من
“محاولة اغتيال”، السبت، خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، بعد إطلاق أعيرة نارية من بندقية قنص من طراز “أيه أر-15″، باتجاه المنطقة التي كان يتحدث فيها.
فقد أفاد خبير عسكري أن مطلق النار على ترامب استخدم بندقية قنص من طراز “أيه أر-15″، حيث أطلق 8 طلقات.
كما قال إن هذا السلاح شبيه ببندقية القنص العسكرية “إم 4″، إذ لديه قدرات لإصابة أهداف على بعد 200 ياردات (182 متر) إلى 300 ياردات (274 متر) من دون منظار، وأهداف على مسافات أبعد إذا استخدم منظارا، وفق ما نقلته شبكة ABC الأميركية.
وقال المصدر إنه “مندهش” من عدم إصابة ترامب، إذ تعرضت أذنه للإصابة، رغم أن الرئيس تحدث عن سماع أزيز طلقة مرت بجانبه.
في الولايات المتحدة ليس هناك سلاح أكثر انتشاراً من البندقية الهجومية أي آر-15 التي توصف بأنها “البندقية الأميركية” المفضلة في عمليات إطلاق النار الجماعية.
البندقية، التي ظهرت النماذج الأولية منها في الخمسينيات من القرن الماضي، هي واحدة من أكثر الأسلحة شعبية بين مالكي الأسلحة الأميركيين، حيث ينتشر عشرات الملايين منها حالياً.
وتشير بعض التقديرات إلى أنه من بين كل 20 أميركي، هناك شخص واحد يمتلكها.
حتى أن شعبية البندقية دفعت بعض المشرعين المحافظين إلى محاولة تسمية هذه البندقية رسمياً بـ “البندقية الوطنية للولايات المتحدة”.
كما تشير الإحصاءات إلى أن البندقية قد استخدمت في العديد من عمليات إطلاق النار الجماعية الأكثر دموية في الولايات المتحدة.
تم تطوير (أي آر – 15) لأول مرة كبندقية نصف آلية للمدنيين في الخمسينيات من القرن الماضي من قبل شركة “أرمالايت” التي سميت لاحقاً بـ (أي آر).
في عام 1959، تم بيع تصميم البندقية لشركة أخرى اسمها كولت، والتي سرعان ما قامت بتعديلها وانتجت منها نسخة عسكرية أوتوماتيكية بالكامل تُعرف باسم أم-16.
دخل السلاح الخدمة في خطوط المواجهة الأمامية في الجيش الأميركي في منتصف الستينيات، خلال المراحل الأولى من حرب فيتنام.
ورغم أن البندقية في البداية لم تتمتع بالشعبية لدى القوات الأميركية بسبب أعطالها المتكررة إلا أنه تم التوسع في إنتاجها.
في عام 1969 أصبحت النسخة المعدلة (M16A1 ) سلاح الخدمة النموذجي في صفوف الجيش الأميركي.
بعد انتهاء حرب فيتنام، بدأت شركة كولت في تسويق نماذج نصف آلية من البندقية لهواة الأسلحة وقوات الشرطة على حد سواء على الرغم من أن العديد من مالكي الأسلحة ظلوا حذرين تجاه هذا السلاح.
انتهت صلاحية رخصة انتاج البندقية التي كانت تملكها شركة كولت في عام 1977.
بعد ذلك، بدأت الشركات الأخرى مثل رمينغتون، وسميث آند ويسون، وروجر في إنتاج النماذج الخاصة بها.
لا تزال شركة كولت تملك حقوق العلامة التجارية أي آر-15 بينما النماذج التي تصنعها الشركات الأخرى تحمل أسماء مختلفة، ولكن لا يزال يشار إلى هذه الأسلحة عموماً باسم أي آر -15.
في حين تم تقييد تصنيع وبيع وحيازة بعض هذه الأسلحة بموجب الحظر الفيدرالي الأمريكي على الأسلحة الهجومية شبه الآلية التي كانت سارية بين عامي 1994 و2004، إلا أن الحظر لم يشمل النماذج المنتجة قبل عام 1994.
تعود شعبية هذه البندقية في الولايات المتحدة، إلى خفة وزنها نسبياً والتي تقدر بحوالي 3 كيلو غرام، بالإضافة إلى سهولة استخدامها وإمكانية تعديلها وإضافة ملحقات لها.
من جانبه، قال كريست والتز، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية مالكي أي آر-15 لبي بي سي: “هناك حرفياً أكثر من مليون تعديل وقطعة ولون” لهذه البندقية، مضيفاً “يتحدث الناس عنها باعتبارها دمية باربي للرجال”.
وأضاف والتز: “البندقية سهلة الاستخدام، فهي خفيفة الوزن ودقيقة للغاية، وسهلة الاستخدام حتى من قبل النساء والأطفال عندما يشاركون في الرماية، إنها بندقية أميركا الرياضية الحديثة. هذا هو الاسم الذي نطلقه عليها”.
ووصف أي آر -15 بأنها بندقية رياضية وليس “سلاحاً هجومياً”، وهو المصطلح الذي يستخدمه غالباً دعاة الرقابة على الأسلحة.
فيما يشير العلماء الذين يدرسون انتشار أي آر -15، إلى عدة عوامل أخرى تساهم في شعبية البندقية، بما في ذلك الطلب المتنامي الناجم عن حظر الأسلحة الهجومية وزيادة كبيرة في التسويق على مدار العشرين عاماً الماضية.
يشير مناهضو أي آر-15 إلى استخدام هذه البندقية وأنواع أخرى مماثلة في عمليات إطلاق النار الجماعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وحسب إحصاءات وكالة “أسوشيتد برس”، و”يو إس إيه توداي”، وقاعدة بيانات القتل الجماعي في جامعة نورث إيسترن، تم استخدام بندقية أي آر -15 في عشرة من بين 17 عملية قتل جماعي دامية وقعت في الولايات المتحدة منذ عام 2012 وحتى الآن.
ويشير عشاق الأسلحة ودعاة تقييدها على حد سواء إلى أن الانتشار الواسع لبندقية أي آر -15 هو أحد الأسباب الرئيسية لاستخدامها في عمليات إطلاق النار الجماعية