الامن مقابل الاقتصاد… تكرار تجربة رفيق الحريري
على الرغم من القصف المتواصل على جبهة الجنوب، الا ان اجواء التهدئة ترخي بظلالها على الاوضاع الامنية والعسكرية في المنطقة، انطلاقا من نتائج الانتخابات الحاصلة في الغرب من اوروبا الى فرنسا حيث اظهرت نتائج الدورة الاولى من الانتخابات التقدم الكبير لليمين المتطرف، وصولا الى الولايات المتحدة حيث يبدو ان حظوظ المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب عادت للارتفاع بعد المناظرة التلفزيونية مع المرشح الديموقراطي الرئيس جو بايدن.
وقد اعتبر مصدر ديبلوماسي مطلع، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان هذه النتائج تدفع كل من ايران وروسيا والصين الى الترقب وانتظار النتائج النهائية، علما ان اي تنفيس للاحتقان بين هذه الدول لن يحصل على اراضيها بل على اراضي الدول الضعيفة التي تشكل ارضا خصبة للنزاعات.
ورأى المصدر انه بالنسبة الى الشرق تعتبر ايران زنبرك ما يحصل في المنطقة وتحديدا من غزة الى جبهة الجنوب، في وقت تعول فيه طهران على تسوية كبيرة وتعمل جاهدة على تقارب ما مع واشنطن.
واشار المصدر الى ان تقدم اليمين المتطرف في اوروبا سيخلق نوعا من lobbying جديد، سيؤدي الى قلب المشهد في اكثر من مكان وفي العلاقات بين الدول لا سيما لناحية ترتيب الاولويات… موضحا ان التسوية لانهاء حرب غزة واقفال جبهة الجنوب آتية اكان من خلال حرب واسعة او من خلال المفاوضات الديبلوماسية.
ما هي فوائد التسوية على لبنان وهل سيكون جائزة ترضية لايران على غرار ما حصل مع السوري سابقا، اجاب المصدر: كيفما برمت التسوية ستكون لصالح الفريق الممانع ومن ضمنه حزب الله، فهذا المحور موجود في وضعية win win situation، ولكن هذه التسوية لن تكون على شكل اطلاق يد فريق دون الآخر بل ستكون على قاعدة الاستقرار الامني الذي يؤدي تلقائيا الى اعادة بناء الاقتصاد واستقراره.
وشرح ان الاستقرار الامني سيكون من ضبط الحدود الجنوبية تطبيقا للقرار 1701 ، وبالتالي حزب الله سيبتعد عن الحدود وفق ما هو محدد، وهذا ما سيقود الى مرحلة شبيهة الى حدّ بعيد ببداية تولي الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئاسة الحكومة في العام 1992، حيث الاستقرار الامني اتاح تأمين الاستقرار الاقتصادي والمالي والانفتاح، ونعم لبنان وقتذاك ولسنوات عدة بالازدهار.
وخلص المصدر الى القول: هذا السيناريو سيتكرر دون هيمنة خارجية ظاهرة (على غرار الوصاية السورية) بل “عند التعيينات والانتخابات وكافة الاستحقاقات سيتم الوقوف عند خاطر حزب الله او المحور الذي ينتمي اليه.