مواصفات الراعي: الرئيس من “المدينة الفاضلة” او من خيارات الشعب!
كارول سلوم – “أخبار اليوم”
رسم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مواصفات لرئيس الجمهورية العتيد، حيث ركز على أهمية الشخصية الاستثنائية التي تتميز بأخلاقيتها ووطنيتها وشجاعتها واتزانها ونضجها. هذه المواصفات يمكن أن تنطبق على الرئيس الفاضل في المدينة الفاضلة، وربما على شخصية من كوكب آخر، لا سيما اذا نظرنا الى التجاذب الحاصل بين الاطراف المعنية بالاستحقاق التي وصلت الى حد التعطيل التام!
محق البطريرك الماروني في المطالبة برئيس استثنائي لواقع استثنائي في البلاد، ومحق هذه المرة أكثر من أي مرة في الدعوة إلى اختيار هذه الشخصية التي تسمو في الشرعية وتواجه أي تطاول عليها وعلى الكيان والدولة. ولكنه ايضا يحاكي في هذا الموقف مطلب الشريحة الأكبر من اللبنانيين التواقين إلى رئيس يواجه ويقف إلى جانب مصلحة بلاده أولا وأخيرا.
يأتي كلام البطريرك هذا في ظل التباينات الحاصلة بشأن مواصفات رئيس الجمهورية بين فريقي المعارضة والممانعة وتمسك كل منهما بمقاربة محددة في هذا الملف على وجه الخصوص.
وهنا، ترى مصادر سياسية مطلعة قريبة من بكركي عبر وكالة “أخبار اليوم” أن ما ذكره البطريرك الراعي نابع من اصراره على أن لرئيس الجمهورية دورا في قيادة البلاد والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة، بعيدا عن منطق الخضوع أو التنازلات، فالرئيس الشجاع يقاوم أي محاولة لإضعاف حضوره أو فرض املاءات عليه، وترى أن هذه المواصفات ليست موجهة لشخصية محددة في بال البطريرك الراعي أو أنه يتقصد من حديثه القول أن هذا المرشح هو من يحظى بتأييد البطريركية المارونية، مكررة التأكيد أن سيد بكركي وقف على مسافة من جميع المرشحين وما زال، إنما وضعه نوع من الجردة بالمواصفات هو أمر أكثر من طبيعي.
وتعرب المصادر نفسها عن اعتقادها أن الرئيس الإستثنائي أو الشخصية الإستثنائية وفق ما أشار اليه البطريرك الراعي لا يصعب إيجادها في لبنان خصوصا إذا كانت بعيدة عن أي مشروع خارجي، وهناك رجال وطنيون في لبنان لم يحظوا بفرصة بسبب تصادم الأفرقاء السياسيين في البلاد، وتؤكد أن البطريرك الماروني لم يسبق له أن نادى برئيس من هذا الطرف أو ذاك لا بل قال أن الكلمة الفصل هي لخيارات الكتل النيابية.
لكن هل من استفتاء يجريه الراعي حول هذه المواصفات؟ تجيب المصادر: ليس هناك من جو معين، وليس من مهمة البطريركية القيام بذلك، فهناك دستور واضح، والمواصفات المطروحة لا يختلف عليها أحد.
وتضيف: من هنا يجب أن يتركز اختيار الشخصيات عليها تفاديا لأي خطأ، وكلما تميزت هذه الشخصية بالإخلاص للوطن وحده، كلما نجا لبنان من أي هلاك، ومن هنا دار الكلام والذي لاقته فيه بعض القوى وإن استخدمت تعابير أخرى، مكررة القول أن البطريرك الراعي لا يقصد أن يضع علامات على المواصفات أو تفضيل أحد على آخر، لأن الرئيس الذي يتمتع بالشجاعة والاتزان والولاء للوطن هو الرئيس المنشود.
لعل مواصفات رئيس الجمهورية هي مسألة أكثر من ضرورية ومتى توافق عليها الجميع يصبح اختيار الشخصيات أو غربلتها وفقا لها امرا سلسا من دون أية تعقيدات.
لذا يبقى السؤال الاساسي: هل يرغب الجميع فعلا بمواصفات كما حددها الراعي ام أن كل فريق يريد هذا المرشح أو ذاك مفصلا على قياس مبادئه واعرافه من دون سمات أو مواصفات على قياس الوطن؟