الانذارت واللبنانيون… منهم من اصبح “مصور حرب” محترفا ومنهم يعيش في هلع!
!
كارول سلوم – “اخبار اليوم”
يتصدر خبر الإنذارات التي توجه قبل أي عملية استهداف إسرائيلي لمناطق الضاحية الجنوبية أو الجنوب أو البقاع متابعة اللبنانيين أينما كانوا في المنازل أو في أعمالهم أو داخل سياراتهم.
“يرن” الخبر العاجل وتظهر خرائط الاستهداف على هواتف المواطنين دون اي توقيت محدد، قبل الظهر أو بعده، في المساء او في الليل… وربما على مدار الساعة. بات اللبناني أكثر حذرا واكثر تتبعا لهذا النوع من الاخبار، ربما وحده من لا يحمل هاتفا ذكيا هو البعيد عن هذه الاجواء.
اللبنانيون أصحاب خبرة في كل شيء، في الخرائط والمواقع والنقاط الحمراء وقياسها والتنبوء بحجم الأبنية التي تدمر… ومتى حدد الموقع بدقة توجه البعض الى “الموقع الاستراتيجي” لأخذ صور وفيديوهات للغارات. بالفعل، اصبحت هذه الفئة تحمل لقب “مصور حربي” لا بل تفوقت عليه، خصوصا لجهة تقدير مسافة الـ ٥٠٠ متر المشار اليها في التحذير و”التجمهر” خلفها.
لقد أصبحت التحذيرات تلاحق اللبناني لاسيما أنها لم تعد محصورة في توقيت محدد، وعليه يتعين بقاء الهاتف قرببا منه وابقاء الصوت مرتفعا. وبالتالي التوتر سيد الموقف، فصحيح أن بعض المواطنين دخل في حالة تأقلم، ولكن بعض الآخر يعيش في حالة هلع دائمة خصوصا إذا كانت الاستهداف ضمن المنطقة الجغرافية التي يقطن فيها. اضاف الى كل ذلك تلاحق المواطن الشائعات وهي كفيلة ببث المزيد من الذعر.
فرح ك. القاطنة، تقطن في منطقة على طرف الضاحية تحتمل قوة الأصوات الصادرة عن الغارات، وهي من قبل لم تعد قادرة على ممارسة حياتها بشكل طبيعي ، علما انه منذ تفجيرات البيجر توجهت إلى الجبل واضطرت إلى العودة إلى منزلها بسبب مدارس اولادها إذ انه طلب منهم متابعة التعليم الحضوري. ووفق فرح ، تبدلت هذه اليوميات ومساراتها المختلفة .
كما فرح كذلك ليلى ن. التي تعمل في شركة متاخمة لمنطقة الضاحية أيضا وتسابق تنفيذ الإنذارات وتقر بانها أصبحت “سائقة فورمولا وان” في الطريق التي تسلكها للوصول إلى منزلها قبل انتهاء دوامها. وتؤكد انها في اليومين الماضيين سمعت بالأنذار فأضطرت إلى “التكويع” والعودة من حيث اتت .
غريب عجيب أمر اللبناني الذي ما أن يتم استهداف المنطقة يحضر إليها وغريب أمره قبل الاستهداف. لم يعد يملك خططا ولا حتى أية التزامات بالواجبات فضلا عن أن مصير عمله وتنقلاته وحتى بقائه في المنزل يتأرجح… فماذا لو طال امد الحرب اكثر؟!…