سلطات الحكم الثلاثة بيد الجمهوريين… الديموقراطيون تحت الاختبار؟!
عمر الراسي – “أخبار اليوم”
تسمرت الانظار في الساعات الاخيرة على نتائج الانتخابات الاميركية، حيث من يسكن البيت الابيض يحكم الولايات المتحدة بيد ويهز العالم باليد الأخرى.
ومنذ خمسينيات القرن التاسع عشر، يهيمن على الولايات المتحدة حزبان سياسيان رئيسيان، الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، ولكن في الواقع كأي نظام ديموقراطي آخر يقوم الحكم فيها على ثلاث سلطات اساسية: التنفيذية التشريعية والقضائية.
بالنسبة الى السلطة التنفيذية فقد انتقلت الى الجمهوريين مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، ولكن ماذا عن السلطتين الأخريين واين وجود الديموقراطيين فيها.
يشرح مصدر سياسي اميركي، عبر وكالة “اخبار اليوم، ان اهم ما في السلطة القضائية، هو الـ supreme court (المحكمة العليا الاميركية) كون قراراتها حاسمة وتؤثر على السياسة والثقافة الاميركية، لا سيما لجهة البت بالمواضيع الخلافية الكبيرة في المجتمع الاميركي، وتتألف هذه المحكمة من 9 قضاة: 6 ينتمون او يؤيدون الحزب الجمهوري و3 الآخرين ديموقراطيين، اذا الغلبة فيها للجمهوريين، ومعلوم ان هؤلاء يخدمون مدى الحياة او حتى تقديم الاستقالة وهي من الحالات النادرة جدا.
وبالانتقال الى السلطة التشريعية، يشير المصدر الى انها تتألف من غرفتين: مجلس الشيوخ، ومجلس الممثلين او النواب.
ويوضح انه في ظل ادارة الرئيس جو بايدن هناك “تعادل” بين الطرفين، ولكن الكفة تميل الى الديموقرطين كون نائب الرئيس (كامالا هاريس) تمثل الصوت الراجح فتجعل حصة الديموقراطيين 51%، ولكن مع استلام ترامب الادارة ستنقلب الكفة.
اما بالنسبة الى مجلس الممثلين، فهو حاليا مع الجمهوريين.
من هنا يمكن القول ان السلطات الثلاثة بيد الجمهوريين، وبالتالي كيف يجب ان يكون اداء الديموقراطيين الخارجين من الحكم؟
يرى المصدر عينه، اننا امام حالة نادرة جدا حيث الدعائم الثلاثة للحكم اصبحت بيد الجمهوريين، الامر الذي يطلق عليه تسمية ترايفكتا trifecta اي المعادلة الثلاثية، ولكن بالنسبة الى الحزب الديموقراطي يفترض به النظر الى “النصف الملآن” من الكوب، من خلال الاثبات انه كان على حق في انتقاد البرنامج الانتخابي للجمهوريين وصولا الى وصفه بالكارثي.
ويعتبر المصدر ان خروج الديموقراطي من الحكم يجرد الجمهوري من امكانية اتهامه بالعرقلة، وهنا “الفريق الازرق” امام فرصة ذهبية لتأكيد “الاداء الخطير” للفريق الاحمر.
ويقول المصدر: اذا فشل الحزب الديموقراطي من اثبات خياراته فسيبقى خارج الحكم لدورات متتالية، اما اذا نجح فان الانتخابات المقبلة ستكون مزلزلة بالنسبة الى الجمهوريين الذين استلموا كل مفاصل الحكم.
ويختم: حين يكون طرف ما في موقع المسؤولية الكاملة، فانه لا يستطيع ان يتنصل من نتائج افعاله… وهذا ما ينطبق اليوم على الجمهوريين… انهم ايضا تحت الامتحان!