رئاسة الجمهورية من دون مقدمات الحوار.. والمقاومة في جهوزيتها العالية
نيفين عمران _ الرأي
في تصعيد جديد على جبهة الجنوب, باغت حزب الله والمقاومة اللبنانية جيش الاحتلال الإسرائيلي بضربات نوعية وقاسية في أول مواجهة برية مباشرة على الحدود الجنوبية, الهجوم جاء على محورين رئيسيين, الأول بين العديسة ومسکاف عام, والثاني بين مارون الراس ويارون, مما أدى إلى إرباك قوات العدو وتكبيدها خسائر ميدانية في ضربة مفاجئة هزت صفوفه.
مرحلة الإلتحام المباشر
إن مرحلة الإلتحام المباشر هده, أسفرت عن 8 قتلى إسرائيليين في كمائن محكمة نصبها مقاتلو “حزب الله” لقوات إسرائيلية كانت تتقدم نحو الأراضي اللبنانية خلال أولى مراحل التوغل البري في الجنوب. وأعلن “حزب الله” عن تدمير 3 دبابات من طراز “ميركافا” في منطقة مارون الراس, إلى جانب قصف صاروخي استهدف تجمعات عسكرية إسرائيلية.
واندلعت المواجهات المباشرة على المحورين الشرقي والأوسط فجر الأربعاء, إثر محاولة القوات الإسرائيلية التوغل البري عبر 4 محاور, وفق بيانات “حزب الله”, بدءاً من العديسة وكفركلا قرب مستعمرة المطلة, وصولاً إلى يارون ومارون الراس. وقد تعرضت القوات الإسرائيلية لوابل من الصواريخ والرصاص, بالإضافة إلى تفجير عبوات ناسفة كانت مزروعة في المنطقة, بحسب الإعلام الإسرائيلي.
واعترف الجيش الاسرائيلي في هذا الوقت ايضا بمقتل ٨ عسكريين بينهم ٣ ضباط وجرح ٧ عسكريين بعضهم في حالة خطيرة.
نتنياهو: نحن في ذروة حرب صعبة
أحدث هذا التصعيد العسكري صدمة كبيرة داخل إسرائيل, حيث أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن أسفه لعائلات الضباط والجنود القتلى قائلاً: “نحن في ذروة حرب صعبة”.
وفي المساء, أعلن حزب الله عن تفجير عبوة ناسفة استهدفت قوة إسرائيلية حاولت التقدم نحو كفركلا, ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفها.
كما فجر عبوة ناسفة أخرى استهدفت قوة مشاة حاولت التسلل إلى يارون, موقِعةً المزيد من القتلى والجرحى.
كما أعلن الحزب عن إطلاق صاروخ أرض-جو على طائرة مروحية عسكرية إسرائيلية, مما أجبرها على التراجع. وفي سياق متصل, أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساءً أن حزب الله أطلق 102 صاروخ خلال ساعات المساء.
17غارة على الضاحية ليلًا
تعرضت الضاحية الجنوبية, لعدوان جوي ليلا, شنته الطائرات الحربية المعادية, بالإضافة الى قصف المنطقة بالبوارج الحربية من البحر.
بلغ عدد الغارات على الضاحية, والتي استمرت حتى حوالى الرابعة فجرا, 17 غارة, استهدفت مناطق: أوتوستراد السيد هادي, مفترق شارع الجاموس, مبنى ملاصق لملعب الهادي, مبنى شارع العريض حارة حريك, بين محفوظ ستورز ومسجد الإمام المهدي, حارة حريك, جوار مدرسة الشهيد محمود قعيق – بئر العبد, جوار مجمع الإمام المجتبى – السان تيريز قبالة مفترق شارع الجاموس, الشياح.
ومن جهة ثانية, أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في وقت مبكر من فجر اليوم الخميس سقوط 6 قتلى و7 مصابين في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة الباشورة في قلب بيروت.
من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه ما وصفها بضربة دقيقة في بيروت, في عبارة يستخدمها في العادة للحديث عن تنفيذه عملية اغتيال.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من حزب الله أن الغارة في محلة الباشورة استهدفت مقرا للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله.
اجتماع بري ميقاتي وجنبلاط
على الصعيد السياسي, برز الاجتماع الذي عُقد مساء أمس في عين التينة, والذي جمع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي إلى جانب وليد جنبلاط. وبعد الاجتماع, عقد ميقاتي مؤتمراً صحفياً بمشاركة بري وجنبلاط, حيث شدد على أهمية الوحدة والتضامن بين اللبنانيين في هذه المرحلة الحرجة. كما دعا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية, والاستجابة بسرعة لمتطلبات خطة الدعم الخاصة بالنازحين.
وأكد ميقاتي مجدداً التزام لبنان بالنداء الصادر عن الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية وعربية, داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار والبدء بتنفيذ الخطوات التي أعلنت الحكومة التزامها بها, بما في ذلك تطبيق القرار 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى جنوب الليطاني للقيام بمهامه بالتنسيق الكامل مع قوات اليونيفيل.
زيادة الرئيس الإيراني لقطر
زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قطر امس وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ان “سنرد بشكل أقوى وأشد إذا قامت إسرائيل بالرد علينا”, مؤكدا أن بلاده تتطلع للسلام والهدوء لكن إسرائيل “تجبرنا على ردود فعلنا”.
وقال بزشكيان “طلبوا منا التريث في الرد على اغتيال الشهيد (إسماعيل) هنية في طهران لإعطاء فرصة للمفاوضات”.
لكنه أضاف أن “إسرائيل دفعتنا للرد بعد استهداف ضيفنا وتصعيد الوضع في لبنان واستمرار الاعتداءات في غزة”.
من جانبه, أكد أمير قطر أن “الوساطة خيارنا الإستراتيجي, وسنواصل مساعينا لوقف الحرب في قطاع غزة”, داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ومعربا عن دعم قطر لأي مسعى لإنهاء التصعيد.
عدم تمسك بري بالحوار
استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة, وفدا من كتلة “الإعتدال الوطني” حيث جرى عرض لآخر التطورات السياسية والميدانية وقضيه النازحين والملف الرئاسي.
كما التقى, وفي إطلالة هي الاولى, ٦ نواب من اللقاء النيابي التشاوري المستقل الذي يضم النواب الياس بوصعب وابراهيم كنعان والان عون وسيمون أبي رميا وميشال ضاهر ونعمة افرام.
وأكد زوار عين التينة أنهم لمسوا من الرئيس بري مرونة إذ إنّه لم يعد متمسكًا بالحوار مثل قبل كشرط أساسيّ لانتخاب رئيس, وأن الرئيس بري أكّد على وجوب انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن وفصل الرئاسة عن الحرب.