Cover Photo
أخبار لبنان

المحاولة الأخيرة لهوكشتين… باسيل: أنا مع “الحزب”

 

تقول المعلومات إن المباحثات في الجولة الحالية في شأن التوصل إلى هدنة في قطاع غزّة وصلت إلى مرحلتها الأخيرة. “حماس” قدمت ما يشبه التنازلات. في المقابل “إسرائيل” ما تزال تراوغ. عملياً، إمّا يكون هناك اتفاق أو لا يكون. تكاد تكون النسب متساوية بين التوصل إلى اتفاق من عدمه. في ظل هذا المشهد ينقل عن دبلوماسيين في بيروت، قولهم إن المنطقة أمام حالتين. إمّا هدنة تمتد إلى ما بعد انتهاء الإنتخابات الأميركية، والحديث عن هدنة طويلة، أم أن المنطقة سوف تذهب إلى موجة تصعيد جديدة ستواكب العملية الإنتقالية في البيت الأبيض.

 

 

في الشق اللبناني هناك مواكبة طبعاً، سواء لاحتمالات التوصل إلى هدنة من الممكن أن تنعكس على جبهة “المساندة” جنوب لبنان، أو لناحية تنفيذ التهديدات الإسرائيلية التي سبق وأطلقها وزير الدفاع يواف غالانت في شأن استمرار الجبهة نشطة بمعزل عن أي قرار متخذ في غزة.

بعض الأحزاب والشخصيات المناوئة لـ”حزب الله”، باتت تتصرف على نحو أن شهر آب سوف يحمل معه تطورات لاسيّما في الجانب العسكري، لن تُبقي مسرح العمليات مضبوطاً ضمن رقعة محددة في جنوب لبنان إنما سيمتد ويشمل مناطق أبعد. وللإشارة إلى أن هذا الرهان مكرّر. إذ راهنت القوى ذاتها على فترات سابقة وضربت مواعيد للحرب من دون حصول شيء. بصرف النظر، يحضر هؤلاء أنفسهم لتسعير الخطاب الداخلي والمراهنة على مزيد من تقليب الرأي العام المسيحي ضد “حزب الله”، على اعتبار أنه يمكن الرهان على هذه الشريحة، بادعاء أن الحزب يأخذ لبنان كله نحو الحرب والخراب والدمار من دون مشورة أحد.

في هذا المجال يحضر دور رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، كإطفائي حرائق هذه المرة، حيث أبلغ، بحسب معلومات خاصة بـ”ليبانون ديبايت”، بعض المحازبين خلال اجتماع داخلي عقد أخيراً لتنسيق جولته المقبلة مطلع الشهر القادم إلى بعلبك – الهرمل، أنه “لن يكون في مواجهة حزب الله في أي معركة محتملة مع إسرائيل، ولن يطعن به بل على العكس”. ولمس أن باسيل يبلغ مناصريه بضرورة تحضير وتجهيز أنفسهم لأي طارئ. على المنوال نفسه يتصرّف الحزب التقدمي الإشتراكي بإيعاز من الوزير السابق وليد جنبلاط، الذي انتهى نظرياً من وضع خطة طوارئ في الجبل، شقّ منها يتصل باستقبال النازحين، وهو نسّق خطواته مع الثنائي الشيعي، وشدد على ضرورة التزام الخطة من قبل البيئة الشعبية الحاضنة.

الثنائي الشيعي بدوره وضع خططه بالتنسيق بين أركانه. الأهم ما يحضر له “حزب الله”. بالنسبة إلى المقاومة كشفت عن نماذج تحاكي التصورات في ظل احتمالات توسع الحرب و”ما عاد به الهدهد” في نسخته الثالثة، يعطي صورة عما يمكن للمقاومة تنفيذه. الحزب الذي يتصرف أمام التهويل بترسيخ المعادلات القائمة، كان ردّ على دعوات الموفدين إليه بوقف الحرب، بأن جدد ربط مصيرها بمصير وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وطوال 6 أشهر من الضغوطات عليه وعلى بيئته بتشديد الحرب وتوسيع رقعتها ورقعة التهجير في حال لم يرض بما يقدم إليه من أفكار، أتى رد السيد حسن نصرالله بأن “كلّ ما يُشاع عن اتفاق جاهز للوضع عند الحدود الجنوبية هو غير صحيح، لم يتم حتّى الآن أي ‏اتفاق. هناك مسودات، هناك أفكار، هناك طروحات، هذا متروك للوقت”.

من جانب آخر تولت البيئة الجانب الثاني من الرد على التهديدات والرهان على فضّ البيئة، من خلال الزحف المليوني لإحياء ذكرى عاشوراء في الضاحية.

الزحف عبر المطار

بشكلٍ يناقض التهديدات تماماً تبدو الحركة أكثر من طبيعية في مطار بيروت الدولي. تشير معلومات خاصة مستقاة عن مصادر في المطار، عن حركة نشطة جداً للطائرات التابعة لشركات أجنبية، تحط في مطار بيروت وعلى متنها مغتربون لبنانيون ينوون تمضية ما تبقى من فصل الصيف في الربوع اللبنانية. ما أعد لافتاً أن الطائرات التي تهبط شبه ممتلئة تقريباً تُغادر شبه فارغة إلى حدٍ ما، مما رفع عدد الوافدين إلى المطار مقارنة بالمغادرين منه خلال هذه الفترة، وأشد تعبيراً عن ذلك ما تشهده مداخل مطار بيروت من زحمة سير خلال أغلب فترات النهار. ما يلفت الانتباه أيضاً، يتصل في تجاهل الوافدين من اللبنانيين تحذيرات السفارات المتوالية عن تفضيل عدم التوجه إلى لبنان. والتجاهل نفسه دفع ويدفع بسفارات غربية إلى تجديد التحذيرات مرة بعد مرة، ما جعلها فارغة المضمون أو أنها أقرب إلى بث حرب نفسية ليس أكثر.

هوكشتين… الخرطوشة الأخيرة

على الجبهة المقابلة، يسعى المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين، إلى استغلال هذه الفترة من أجل الدفع لإيجاد حلول على صعيد الجبهة الجنوبية، وهو يستفيد من نقطة في صالحه تتمثل باحتمال مغادرته منصبه مع تغيير الإدارة الأميركية، لذلك يحاول دفع الجميع إلى حلٍ على قاعدة أن الحل الآن متوفر على عكس الغد، مع الإشارة إلى أن هذه الفكرة غير مضمونة متى أن السباق الرئاسي هناك يخضع لتقلب باستمرار.

وتشير المعلومات إلى أن المرحلة الحالية تشهد مواكبة حثيثة على أكثر من جهة و صعيد، تتولى الأمم المتحدة عبر قيادة قوات “اليونيفيل” وممثلية الأمين العام للأمم المتحدة جانباً، وتتولى دول أوروبية الجانب الآخر كفرنسا وألمانيا، وسط ملاحظة أن هوكتشين الذي تواجد في اليونان قبل فترة قصيرة ومكث فيه، توجه في أعقاب خوضه إتصالات من هناك إلى باريس وبرلين في زيارات بقيت بعيدة عن الأضواء وقيل إنه أجرى لقاءات هناك.

على المقلب ذاته يتولى بعض اللبنانيين تقديم مساعدات في هذا الشأن. وتشير المعلومات إلى أن هوكشتين فعّل اتصالاته أخيراً مع “معاونين له” على الجانب اللبناني، أو أصدقاء، في استطاعتهم المساعدة في التوصل إلى حل، مواكبةً لاحتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة يشمل جنوب لبنان. وتفيد المعطيات، أن هدف حراك هوكشتين يتصل في استمرار الترابط بين ملفي غزة وجنوب لبنان. فإن حدث وقف لإطلاق النار في الأولى، لا بدّ أن ينعكس على الثانية، ما يخالف الرغبات –أقلّه المعلن منها- من جانب إسرائيل. وتشير المعطيات إلى أن هوكشتين تلقى دفعاً من خلال خطاب بنيامين نتنياهو في الكونغرس منذ يومين، حيث أعاد الأخير التشديد على ما أسماها “الحلول الدبلوماسية” لمسألة “الجبهة الشمالية”، ما فُهم على أنه استمرار في تفويض هوكشتين إيجاد حل. ولا بدّ من الإشارة إلى أن بعض المستويات في واشنطن تمارس صغطاً على القيادة الإسرائيلية لإبقاء المعركة عند “الجبهة الشمالية” وفق مساحتها الجغرافية الحالية، هذا بصرف النظر عن مدى قدرة إسرائيل على توسيع المعركة في عدمها، بخاصة أنه نُظر إلى تهديدات غالانت الأخيرة بسخرية كبيرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

.comment-area, .comments, .comments-area, #comments, .comment-list, #respond { display: none !important; }