بهاء الحريري في بيروت لاستكمال مسيرة والده و”المسار” عنوان برنامجه للمرحلة المقبلة
يصل الشيخ بهاء رفيق الحريري خلال الساعات القليلة المقبلة الى بيروت في زيارة يهدف من خلالها استئناف عمله السياسي وللاطّلاع عن قُرب على مجمل المستجدات والتطورات الداخلية والخارجية، في الوقت الذي يتعرض فيه البلد لتهديدات إسرائيلية ومخاطر أمنية متعددة، وقد جاءت الزيارة الخاطفة الذي قام بها الحريري الى لبنان في شهر نيسان الماضي لمناسبة وفاة زوج عمته السيدة بهية مصطفى الحريري وتقبّله واجب العزاء مع العائلة، لتُسرع قرار العودة الى بيروت، خصوصا بعد المطالبات السياسية والشعبية والنداءات التي دعته خلال الزيارة للحضور الى لبنان والتواجد فيه، ليكون الى جانب أهله ومحبيه وللوقوف على مشاكلهم ومطالبهم على أرض الواقع، علما انه كان ارتأى حينها عدم عقد أي لقاء رسمي باعتبار ان سبب الزيارة كان اجتماعيا بحتا.
ومن المتوقع أن تستمر زيارة الشيخ بهاء الحريري الى لبنان لأكثر من أسبوعين، حيث ستكون حافلة باللقاءات والاجتماعات التي سيعقدها في بيروت وفي بعض المناطق اللبنانية، بمواكبة أمنية من المؤسسة العسكرية التي أخذت على عاتقها مهمة تأمين الحماية له في تنقلاته ومكان إقامته.
وعلمت «اللواء» ان لمسات أخيرة توضع من قبل فريقه الإداري لترتيب جدول اللقاءات الذي بات شبه مكتمل، وقد أبدت الكثير من الشخصيات لا سيما السنّية منها رغبتها بالاجتماع مع النجل البكر للرئيس الشهيد الحريري، خصوصا بعد إطلاق الشيخ بهاء خطة عمل سياسية جديدة ستكون حاضنة لجميع شرائح المجتمع اللبناني، لا سيما ضمن البيئة السنّية التي باتت تعاني من تشتّت وفراغ على ساحتها، وبحسب المعلومات فان «المسار» هو الاسم الذي قرّر الحريري اطلاقه على حركته السياسية المقبلة والهادفة لاستعادة الدولة لمؤسساتها وعافيتها والتي تبقى هي الأساس والأولوية.
وعن توقيت الزيارة وظروفها تكشف مصادره ان الحريري لم يتوقف يوما على متابعة كافة الأوضاع والمستجدات اللبنانية، كما انه على تواصل مستمر ودائم مع فاعليات وشخصيات من مختلف المناطق اللبنانية، تنقل له هواجس ومطالب المواطنين اللبنانيين الذين بات معظمهم يعاني من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة بسبب الأوضاع في البلد، لا سيما في مناطق الشمال والبقاع نتيجة الضغوط الكبيرة الناتجة عن النزوح السوري الذي فاقم الأوضاع سوءً، إضافة الى ان عدم انتظام العمل في مؤسسات الدولة الرسمية انعكست سلبا على مجمل الأمور في البلد.
وتشدّد المصادر الى ان هدف الشيخ بهاء الحريري الأساسي والمعروف هو استكمال مسيرة ومشروع والده من خلال عمله على تحقيق رؤية سياسية اقتصادية شاملة واضحة المعالم قام بالتخطيط لها مع فريق اختصاصي للمساهمة في إنقاذ الوضع العام في البلد، ووقف الانهيار الذي يعاني منه.
وتؤكد المصادر على ان لبنان وهمّه كانا دائما في قلب وعقل الشيخ بهاء الحريري رغم بُعده الجسدي عنه، كما ان الوضع اللبناني بكافة تشعباته كان محور متابعته الدقيقة واهتمامه المستمر لا سيما خلال لقاءاته السياسية الذي كان يعقدها بعيدا عن الإعلام مع كبار المسؤولين الدوليين والذي تربطه مع معظمهم علاقات وثيقة.
وتأمل المصادر أن تعطي زيارة الحريري المقررة نتائجها المطلوبة، وذلك من خلال الاجتماعات الذي سيعقدها مع أكبر عدد ممكن من الشخصيات والفعاليات والوفود الشعبية من كافة المناطق اللبنانية، والتعاون معها لتحقيق ما يمكن من مشاريع حيوية وإنمائية تصبّ في خدمة المجتمع اللبناني، خصوصا ان هذه الزيارة ستكون المدماك الأساسي للعمل السياسي المقبل له في لبنان، مشدّدة على انفتاحه لمناقشة كل ما يمكن أن يخدم لبنان وشعبه.
وفي هذا الإطار، توقّعت مصادر مراقبة أن تكون عودة بهاء الحريري الى بيروت في هذه الظروف الاستثنائية التي يمرُّ بها لبنان بعد سنوات طويلة من الغياب فاتحة خير للبلد، تمهيدا لفصل جديد من الإنماء والإعمار تذكّرنا بمرحلة دخول والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الحياة السياسية اللبنانية والتي أدّت إلى انتقال لبنان من مرحلة الحرب إلى مرحلة السلام والاعمار والازدهار.
وبالانتظار، فإنه من المؤكد أن ما بعد زيارة بهاء الحريري إلى لبنان سيكون مختلفا عن ما قبلها، حيث من المتوقع أن تخرق لقاءاته رتابة المشهد السياسي والتي قد تؤسّس لمرحلة جديدة من العمل على الصعيدين السياسي والاقتصادي، خصوصا مع ترقّب عدد من الشخصيات ما سيحمله الحريري معه من أفكار ومواقف ذات أبعاد مختلفة عن الواقع الراهن المؤلم.