خارطة الطريق الرئاسية جاهزة وتنتظر الفرصة السانحة للترجمة…
هوكشتاين يسعى الى عدم تجاوز قواعد الاشتباك بشكل كبير
عمر الراسي – “اخبار اليوم”
غبار القصف والقذائف يحجب الرؤية عن باقي الملفات الساخنة العالقة والازمات السائدة في لبنان، لكن رغم ذلك المياه ليست راكدة بشكل تام، بل هناك محاولات مستمرة لتحريكها من خلال مبادرات محلية تتناول انجاز الاستحقاق الرئاسي بدءا من الاعتدال الوطني مرورا باللقاء الديموقراطي وصولا الى مبادرة التيار الوطني الحر.
لا يتوقع لهذه المبادرات ان تؤدي الى نتائج اقله على المدى المنظور، لكنها بالدرجة الاولى تبقي الملف الرئاسي “حيا” في انتظار الفرصة السانحة لانجازه، بحسب مصدر سياسي متابع الذي يرى عبر وكالة “أخبار اليوم” ان هدف هذه المبادرات الثلاثة القول ان القرار ليس منحسرا بالثنائي الشيعي ومرشحه (الوزير السابق سليمان فرنجية)، ولكن هناك صوت ثان يرفض احادية الخيار، او فرض مرشح واحد وكأن لا سواه اطلاقا، في حين يفترض باللعبة الديموقراطية ان تأخذ مجراها.
وردا على سؤال، يعتبر المصدر ان هذه المبادرات الثلاثة تعاني بشكل اساسي من غياب التوافق على الآلية التي يمكن الاستناد اليها لانجاز الاستحقاق، مع العلم انه يمكن تبيان ركائزها من خلال بيان اللجنة الخماسية الصادر اثر اجتماع السفراء في السفارة الاميركية، الذي دعا “إلى مشاورات محدودة النطاق والمدة بين الكتل السياسية للاتفاق على مرشح أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، على أن يذهب بعدها النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان، مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد للبنان”، وكذلك انتخاب رئيس لهو ضروري أيضاً لضمان وجود لبنان بفاعلية في موقعه على طاولة المناقشات الإقليمية، وكذلك لإبرام اتفاق دبلوماسي مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية، ما يعني ان المنطقة مقبلة على المفاوضات وليس فقط لبنان.
اما بالنسبة الى مواصفات الرئيس، فيلفت المصدر الى انه لا بد من العودة الى بيان وزراء خارجية الخماسية الصادر بعد اجتماعهم في الدوحة في تموز 2023، الذي دعا النواب الى “أن يشرعوا في انتخاب رئيس يجسد النزاهة، ويوحد الوطن، ويضع مصلحة الوطن أولا، ويعطي الأولوية لرفاه مواطنيه”.
وبالتالي يعتبر المصدر ان خارطة الطريق شبه موجودة، لكنها تنتظر الترجمة، متوقفا عند زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان لودريان الى بيروت اواخر الشهر الفائت الذي حرك الكتل، ثم عقد لقاء القمة بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والاميركي جو بايدن اللذين اعلنا “إننا نضاعف من جهودنا لتجنب انفجار الوضع في المنطقة، ولا سيما في لبنان”، يعملان على “تحسين” الوضع لخفض حدة التوتر وإنهاء الفراغ المؤسسي في لبنان، كما أنّ البلدين وضعا آلية “تنسيق وثيقة” في المناقشات “مع إسرائيل من جهة ومع لبنان وجميع الأطراف المعنية من الجانب الآخر”.
ولكن كل هذا المشهد اصطدم بزيارة الموفد الاميركي اموس هوكشتاين الذي ازاح الرئاسة التي اساسا لا تندرج ضمن مهامه وقدم ملف التهدئة في الجنوب على ما سواه، وهنا يرى المصدر ان كلام حزب الله العلني عن ان الرئاسة ليست مرتبطة بحرب غزة لا يعكس حقيقة الامور، لان الواقع على الارض يؤكد هذا الترابط.
ويلفت المصدر الى ان سعي هوكشتاين الى التهدئة، يأتي في اطار التمهيد لانجاز الاستحقاق الرئاسي حين تتيح الفرصة، اذ ان توسيع نطاق الحرب سيؤدي الى مزيد من الازمات وعندها المزيد من التأجيل سيطال الملف الرئاسي.
وردا على سؤال، يعتبر المصدر ان الفرصة السانحة قد لا تكون نهاية الحرب، بل يمكن النفاذ اليها في هدنة او وقف لاطلاق النار، اذ ان موضوع غزة كبير جدا ويرتبط بالانتخابات الرئاسية الاميركية والانتخابات النيابية الفرنسية والداخل الاسرائيلي وصولا الى الدول العربية، لذا ما يسعى اليه هوكشتاين ليس الوصول الى هدنة جنوبية بمعزل عن غزة، بل عدم تجاوز قواعد الاشتباك بشكل كبير.