مزارع شبعا… القضيّة الأبرز بين لبنان وسوريا خلال المرحلة القادمة؟
أسابيع قليلة تفصلنا عن معرفة إسم الرئيس الإيراني الجديد، وشكل إدارته الجديدة.
والجدير بالاهتمام في هذا الإطار، هو أن التوجّه القادم الذي يرغب “مرشد الجمهورية” علي خامنئي به لإيران، والذي سيحكمها خلال الأشهر أو السنوات القليلة القادمة، سيتوضّح بعد أسابيع أيضاً، وذلك بين تشدّد إيراني قوي أو “نصفي”، أو بين انفتاح إيراني أكبر وغير مُعلَن على الغرب.
مصير لبنان…
فالمرشد الإيراني هو الحاكم الفعلي لطهران، وراسم سياساتها وتوجّهاتها، والمُتحكّم بالمدّة الزمنية وبفاعليّة تلك السياسات والتوجّهات. والى أن تتوضّح الصورة تماماً، يبقى لبنان الحلقة الأضعف، والساحة الأكثر حاجة الى مراقبة.
فما هو مصيره (لبنان) إذا مَضَت إيران بمزيد من التشدّد؟ هل تمضي الحدود الجنوبية باشتعال لا عودة منه، في مثل تلك الحالة؟ وماذا لو اختار المرشد الإيراني سياسة التنسيق والانفتاح على الغربيين؟ هل يسهل الحلّ الديبلوماسي لجنوب لبنان؟ وهل من مجال لحلّ مماثل، بعدما رُبِطَت جبهة الجنوب بعناوين إقليمية كبرى، وبرسم مستقبل المنطقة؟
المسألة الأكثر ترجيحاً حتى الساعة، هي أن لا يشهد الجنوب اللبناني أي تصعيد كبير خلال الأسابيع القليلة القادمة، أي خلال المدّة التي تفصلنا عن إجراء الاستحقاق الرئاسي الإيراني، وذلك مهما تكثّف تبادل الضّربات على طرفَي الحدود.
مزارع شبعا
أكدت مصادر مُتابِعَة لوكالة “أخبار اليوم” أن “تصاعُد أو تقلُّص فرص اندلاع حرب بين لبنان وإسرائيل، يحدّده المدى الذي يمكن أن تكبر فيه نسبة المواجهة على الجبهة”.
ورجّحت أن “لا تكبر نسبة المواجهات كثيراً. ولكن في أي حال، تنال القرى الحدودية نصيباً كبيراً ممّا يجري، والدمار هائل”.
ولفتت المصادر الى أن “القضيّة الأبرز التي ستكون أمام لبنان في المرحلة القادمة، هي تلك التي تعود الى مزارع شبعا، وضرورة البتّ بشأن ملكيّتها ومصيرها بين لبنان وسوريا. والسعودية هي التي ستتحدّث عن شؤونه (لبنان) ومستقبله كما هو مُتوقَّع. وهذا كل ما هو مُتاح للبلد الآن”.
محطّة فاصِلَة
في الواقع، إيران تعدّ العدّة لسدّ الفراغ السلطوي فيها، وهي رغم ذلك تُظهر أنها ليست بحالة فراغ. فوزير خارجيّتها بالإنابة علي باقري يؤدي أدواره وكأن لا دقيقة فراغ في كرسي وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين أمير عبد اللهيان. وهو يؤكد من لبنان أن المقاومة هي أساس الاستقرار والثبات في المنطقة، متحدّثاً عن أهمية عقد اجتماع بين الدول الاعضاء في مجلس التعاون الإسلامي لوقف العدوان على غزة. فيما يدعو خامنئي من جهته، الشعب الفلسطيني الى أن لا یعقد الأمل علی مفاوضات التسویة، لافتاً الى وجوب أن يأخذ (الشعب الفلسطيني) حقّه في ميدان العمل.
فهل هذه إشارات أولى الى مزاج الإدارة الإيرانية الجديدة بعد أسابيع، بتوجيه من خامنئي، والى أن الحرب في المنطقة تمضي نحو مزيد من التأجيج؟ أم ان كل التصريحات الإيرانية الحالية هي مجرّد محطة فاصِلَة بين حقبة وأخرى في طهران؟ كل شيء سيتوضّح خلال الأسابيع القليلة القادمة، ومعها مصير لبنان.