عملية جديدة تسفر عن اعتقال 8 عناصر
رغم ضبابية الأجواء الأمنية في البلاد والحرب الاسرائيلية على لبنان, ثمة من يتابع ويرصد ويستبق الأحداث ويسعى الى حفظ الأمن الداخلي اللبناني ومنعه من الانهيار. فلا ينفك البلد يخرج من أزمة إلا ويدخل في أخرى تزيد من همومه وأعبائه, الأحداث الأمنية كثيرة ومتفرقة منها ما هو عادي يتعلق بخلافات مادية او عائلية ولا خلفيات لها ومنها ما يزداد اهمية لما له من تداعيات اضافية على الهموم اليومية.
الخطورة في ما كشفته تحقيقات مديرية المخابرات في الجيش عن خلية البداوي, لما لها من جذور “داعشية” لو نجحت في استكمال خططها وأعمالها لكانت ادت الى زعزعة حقيقية للأمن. كان عمل الأمن الاستباقي فعالا هذه المرة, فأفشلت ما يمكن ان يفاقم الوضع خطورة وأن يتسبب بسقوط ضحايا.
وتطلّ ذيول داعش برأسها, من حين لآخر, لترعب وتفجر وتطلق الرصاص على “الكفار” وتقتل الأفكار بالنار وتجهز العدة للثأر, فتسرق خدمة للقضية وتجهز لضرب القوى الأمنية, الملاذ الأخير للمواطن في هذا البلد.
فكانت مديرية المخابرات في كامل جهوزيتها وبالمرصاد من خلال عملها على توقيف 8 لبنانيين, استمرّ تتبعهم ورصدهم مدة طويلة وتم كشف خيوط تواصلهم وخلفيات أعمالهم مع تحديد درجة الخطورة, ليتبين من خلال التحقيق معهم أنهم يؤمنون بالفكر الداعشي ويتغذّون من أفكاره الهدامة العقيمة الجاهلة. ويُشار إلى أنّ معظمهم تربطهم صلة قربى بموقوفين “دواعش” داخل سجن رومية وآخرون قتل اشقاؤهم وأصدقاء لهم في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا.
ففي وادي النحلة, كانت البداية من عقد اجتماعات في منزل احد الموقوفين مع أصدقائه الـ 7 فنقل لهم أفكار “داعش” وتكفير الأجهزة الأمنية بالاضافة الى مبدأ الاحتطاب القائمة على سرقة أموال “الكفار”, كما كانوا جميعهم يتابعون إصدارات التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والانتقال الى التدريب على تفكيك وتركيب السلاح واجراء الرمايات في أماكن مختلفة.
هذا الفكر التكفيري امتد الى نواحي الحياة الاجتماعية في المنطقة, فاعتبر هؤلاء أن محل بيع الألبسة النسائية في جبل البداوي هو “حرام” ويجب إقفاله بقوة السلاح, فعمد هؤلاء إلى إطلاق النار على المحل وهم يستقلّون دراجة نارية, ومنهم من اعتبر ان “قصّ الشعر حرام” في فكر “داعش” فأطلق النار على محل حلاقة في المنطقة.
وقد اعتبر الرأس المدبر أن قائد سرية السجون المركزية في قوى الأمن الداخلي مسؤول عن تعذيب المساجين في سجن رومية, وهو من “الكفار”, فقامت مجموعة منهم باستطلاع لمعرفة مكان منزل العميد في وادي النحلة وقام اثنان منهم باطلاق النار باتجاه آليتي العميد.
اما الاحتطاب, فهو التبرير التكفيري للسرقة, فقد قام عدد منهم بسرقة عدد من الدراجات النارية وبيعها وسرقة مبنى الجمعية النروجية في مخيم البداوي. أما باكورة اعمالهم الارهابية, فكانت التخطيط للهجوم على احد حواجز الجيش اللبناني وسرقة البنادق والذخائر منه بعد استهدافه.
لا تزال التحقيقات مستمرّة مع الموقوفين لتوقيف آخرين محتملين او الإفشاء بالمزيد من مخططاتهم وأفكارهم.